حوالي 40% من الإرهابيين التونسيين يحملون شهادات جامعية
خلصت الدراسة الأولى للمركز التونسي للبحوث والدراسات حول الإرهاب، التي تحمل عنوان 'الإرهاب في تونس من خلال الملفات القضائية'، إلى أن حوالي 40 بالمائة من عينة شملت ألف إرهابي تونسي، حاملون لشهادة جامعية أو لديهم مستوى جامعي، في حين أن 33 بالمائة منهم لديهم مستوى تعليمي ثانوي و13 بالمائة متحصلون على شهادة في التكوين المهني و4 بالمائة فقط حاملون لشهادة الباكالوريا.
واعتمدت هذه الدراسة، التي قدمها المركز اليوم الأربعاء 26 أكتوبر 2016 خلال ندوة صحفية، إلى جانب عينة من نحو ألف إرهابي، على 384 ملف قضائي خلال الفترة من 2011 إلى 2015.
واستنتجت الدكتورة في علم الاجتماع والسكان إيمان الكشباطي في تحليلها للمحور الأول من الدراسة الخاص بالبيانات السوسيوديمغرافية حول الإرهابيين، أن جل الإرهابيين هم من المتحصلين على شهادة جامعية أو ممن لديهم مستوى جامعي، ملاحظة تغلغل الظاهرة الإرهابية في الشرائح العمرية الشبابية إذ أن العدد الأكبر من الإرهابيين الذين شملتهم هذه الدراسة يهم الشريحة العمرية 25 - 29 سنة ( 275 شخصا) تليها الفئة 30 - 34 سنة (243) ثم الذين تتراوح أعمارهم بين 18 - 24 (204 شخصا).
وبينت أنّ فشل المنوال التنموي التونسي وعدم ملاءمة المنظومة التربوية لمتطلبات سوق الشغل، وقلة الإقبال على مسار التكوين المهني في تونس، أدت جميعها إلى تفاقم البطالة وانسداد الآفاق أمام هذه الفئة من الشباب التونسي.
ورأت أن انتشار الإرهاب في الشرائح العمرية الشبابية يظهر مدى خطورة هذه الظاهرة لقدرتها على استقطاب أكثر الفئات أهمية بالنسبة للمجتمع باعتبار أنهم يمثلون المجتمع النشيط والمحرك الاقتصادي والخالق للثروات، مضيفة في هذا الصدد أن سيطرة الحركة الإرهابية عليهم يؤدي إلى الانهيار الاقتصادي للمجتمع من خلال سحب رأس ماله الديمغرافي.
واعتبرت أنه إذا ما تواصل استقطاب التنظيمات الإرهابية لهذا المخزون الشبابي الذي يمثل كتلة ديمغرافية مهمة في الهرم السكاني في تونس، فانه سيطرح إشكالا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا.
وات